نفسي حزينة حتى الموت ﺇسهروا معي
بقلم مادلين فرنسيس

في غمرة وحدتك و حزنك ذهب الجميع من حولك، تختلف أسبابهم بين تعب و ضعف و خوف. فالتلاميذ نيام و الأصدقاء و المحبون يراقبون الحدث خائفين. وحدهم الجنود بسيوفهم و عصّيهم يتوجهون نحوك يتقدهم يهوذا ليدلهم ﺇليك. ترانا يا يسوع نحشد كل طاقاتنا و نستجمع كل قوانا و نستعين بملء حبنا و نأتي لنسهر معك. نفتش عن الكلمة المعزية و نغمرك بكل ما نملك من عاطفة و حب و نصلي معك: "يا أبتاه ﺇذا أمكن أن تعبر عني هذه الكأس، لكن لتكن مشيئتك" لن نخاف و لن نختبئ بل سنبقى معك و نتبع خطواتك بشجاعة. ترى من نكون بين هذه الجموع  من حولك؟


على منصته بيلاطس واثق من براءتك و خائف على مركزه و في مقدمة الحضور قيافا يحرﱢض و يختلق التّهم ضدّك ليبقى الآمر الناهي باسم العدل و الشريعة. و الجنود يتأهبون منتظرين الأوامر، و الشعب ببساطته يردد ما يملي عليه الكبار، فيهتف معهم: أصلبه أصلبه و يتناسى أنه منذ أيام قليلة كان يهتف: مبارك الآتي باسم الرب.
أما التلاميذ فقد توزّعوا خائفين. وحدها مريم مع بعض النساء كانت تتبع خطاك خطوة خطوة لتعيش ملء لحظات العذاب و الألم.

ترى من نكون في مسيرة آلامك؟ نحن محبون لكن خطأة. مؤمنون لكن ضعفاء، وعودنا كثيرة يمحوها الخوف في اللحظة الحرجة.

نحن ايضا يا يسوع نخاف نقمتهم لو سئلنا اذا كنا من تلاميذك. و يرهبنا ثقل الصليب لو تقدمنا لنساعدك على حمله.
نفتقد الحب الكبير يا يسوع الذي فيه الجرأة و الشجاعة، فيه نخرج من دائرة الخوف و التردد، و معه نرتفع نحو مفهوم الشهادة و النداء. نلتمس من جراحك قوة و من دمك حبا̎، نلتمس من موتك حياة، فأنت هويتنا معذبا̎ بين أيديهم. أنت الهنا مكللا̎ بأشواك آثامهم. أنت حبنا الكبير مصلوبا̎ و ميتا̎ تنفيذا̎ لأحكامهم.

نسجد لآلامك، نتأمل جسمك الدامي، و نقف عند أقدام الصليب مثل مريم. فنعيش عمق المحبة و الغفران.

عند أقدام الصليب تتبدل مفاهيم الحياة فلا نرى ﺇلا جمال الخلق و عظمة السماء. عند أقدام الصليب لا ضجيج و لا صخب، بل ترانيم سماوية تغني الحب و تمجد الفداء.

عند أقدام الصليب يتغيّر مفهوم العذاب و الألم و الموت. فتغيب كل الاعتبارات البشرية و الحسابات الضيّقة. تتبدل مشاعرنا و تسمو أهدافنا فاذا نحن خليقة جديدة تسعى فقط لتستحق حمل الصليب.

صليبك عرش الحب – صليبك شارة الانتصار.

سنسهر معك يا يسوع. سنبقى بجانبك، و عندما نضعف ستكون توبتنا دموعا̎ و ندما̎، و تصميما̎ جديدا̎، فنمضي في طريقك، و مثلك نحمل صليبنا طوعا̎، و نمشي معك درب الجلجلة فنعبر ظلمة الموت و صولا̎ الى أنوار الحياة، الى مجد القيامة.