لا يكفيكم القليل ولا يشبعكم الكثير
في سنة  1748 قامت الحملات الكشفية الايطالية بالتنقيب عن آثار مدينة (بومبي) وهي مدينة قديمة تقع عند سفح جبل فيزوف جنوب ايطاليا كانت هذه المدينة مركزاً  مزدهراً يعج بالحياة والحركة حتى ثار البركان الغادر فجأة حتى طمر المدينة بأكملها وحفظ اسرارها تحت التراب أكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان وحين رفعت الأتربة والرمال وكتل الطين والحمم كشف المنقبون وجه المدينة بأبنيتها وشوارعها وزخارفها ووجدوا هيكلاً عظيماً لسيده غنية طمرتها الحمم الساقطة من البركان بعد أن تخلفت عن بقية افراد اسرتها الهاربة لتجمع مجوهراتها فلحقها الموت وهي تحتضن الذهب.
Pompeii

 حقاً إنها شهادة مأساوية حفرتها الحقيقة على وجه التاريخ الانساني تؤكد أن الانسان مع كل ما بلغه من علم وتقدم وعقل وفكر فإنه كثيراً ما يفقد حياته الغالية وهو منشغل بجمع أشياء صغيرة من فتات الحياة على حساب الحياة نفسها .
 ان حياتنا هي أغلى من كل كنوز الأرض والدنيا. والعالم مهما أعطى فإنه لا ولن يعطي خلود النفس أو سلام القلب.
 نحن في هذه الدنيا تجار خاسرون نبيع بأقل من ثمن الشراء نبيع أرواحنا الخالدة في مقابل شراء أشياء أرضية زائلة إننا ننسى أن حياتنا هي قطرة واحده في محيط الزمن أو أنها سحابة عابرة في سماء الأبدية اللانهائية لماذا نفني أجمل أيام عمرنا سعياً وراء مقتنيات الدنيا الفانيه فلا يكفينا القليل ولا يشبعنا الكثير؟
وفي سعينا وراء الدنيا نخسر أنفسنا. ان هذا العالم بكل أمجاده ظل عابر فهل نريد أن نجري وراء ظل؟ وراء سراب؟ هو كموج البحر يصعد ويهبط ثم ينحل على الشاطىء فهل نريد أن يكون نصيبنا في الحياة موجه؟ هو صورة مزخرفة ولكن أقل الاشياء تمزقها، هو زهرة جميلة سرعان ما تقطف وبعد قليل تذبل.
By Anonymous Author

No comments:

Post a Comment