"ما بيكفي تعرف الطريق تا توصل لازم تمشي عليها. ألله بيضوّيلك على الصفحات بس لازم انت تقرأ، الله بنوّرلك دربك بس لازم انت تمشي." (القديس شربل)


ما أجمل ما قاله القديس شربل إبن لبنان البار. حكمة في غاية الروعة نطقها بكلمات بسيطة فدوّت أصداءها عبر التاريخ لنقرأها نحن أيضا هنا في هذا المنبر الماروني المبارك ونتأمل فيها ونحن نحتفل في هذه الأيام بعيده الميمون. أعاده الله عليكم.

ومن خلال هذا الصدى النيّر لهذه الدرر أردت أن أطرح على القارىء تأملا، لعلنا بوضعه تحت المجهر نتأمل حقبة من الزمن نرى من خلالها ماهية الطريق الذي سار عليه الأبرار الذين أسسوا بدمائهم دعائم الارتكاز للكنيسة جمعاء ونتأمل أيضا كيف مشوا عليه نحو هدف الله المعلن ليتمجد اسمه القدوس فيكون لنا الخلاص.

قال الرب في انجيل يوحنا 33:16  "في العالم سيكون لكم ضيق" وكأنه يلقي الضوء على درب لا بد لنا وأن نسير فيه لكي نصل. طريق يبدو صعبا ورهيبا ولكن بوعده الألهي أكد لنا الوصول بمجد وكرامة حين أردف قائلا "ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم". أنه الطريق الذي سلكه المسيحيون في القرون الثلاث الأولى من تارخ العهد الجديد. ولا زال العدد العديد منهم يسلكونه الى هذه لساعة.

طريق الاضطهادات العشرة من زمن نشأت المسيحية في العصر الروماني.

الإضطهاد الأول:
وقع سنه 81م أيام حكم فسباسيان الذي خلف نيرون الطاغية. وأهم الحوادث في أيامه هي تأديب اليهود وتخريب أورشليم وهدم الهيكل وحرقه على يد تيطس أبنه وقائد جيشه الذي بعد حصار أشد ضيقاً مما حكاه التاريخ استولى على المدينة ودمر الهيكل وأهلك مليون يهودي وأستولى على نفائس الهيكل وحملها معه إلى روما كما فعل نبوخذ نصر ملك بابل من قبله وكان ذلك قبل 660 سنة من عهده.

الإضطهاد الثاني:
وقع سنة 96م في أواخر حكم الإمبراطور دومينيان الذي في أيامه نفى الرسول يوحنا إلى جزيرة بطمس.

الإضطهاد الثالث:     
وقع سنه 107م في أوائل حكم الإمبراطور تراجان.

الإضطهاد الرابع:     
وقع سنه 177م في حكم ماركوس اوريليوس.

الإضطهاد الخامس:   
وقع سنه 192م في آخر حكم كومودوس.

الإضطهاد السادس:   
وقع سنه 230م في حكم الكسندر مسيفورس.

الإضطهاد السابع:      
وقع سنة 251م في أول حكم فالريان.

الإضطهاد الثامن:      
وقع سنه 258م في آخر حكم فالريان.

الإضطهاد التاسع:    
وقع سنه 284م في أول حكم ديوقلسيانوس وبه ابتدأ تاريخ الشهداء الأقباط في مصر.

الإضطهاد العاشر:    
استمر من سنة 303م إلى سنة 313 ومدته عشر سنوات وقد وقع في مده حكم (ديوقلسيانوس) وهنا ختام الإضطهادات العامة.

وقد بدأ إضطهاد المسيحين الفعلي وبعنف في حكم نيرون الطاغية 54 – 68م إذ في سنة 64 شبت نار في روما ودام اللهيب ستة أيام ولياليها حتى جعل نصفها رماداً وشاع حينذاك أن نيرون أمر بذلك الحريق لكي تخلو المدينة من أبنيتها العتيقة ليعيد بنائها على نظام أبدع. وأنه من على سطح قصره كان يشاهد المنظر المؤلم وهو يتغنى بقصيدة من نظمه. ولكي يحول عنه الظنون، أتهم المسيحين بالمؤامرة على روما إتماماً لنبواتهم حيث كانوا يبشرون بمجيء المسيح ثانية وهلاك العالم الشرير واحتراق روما بالنار كما جاء (2 بط 3 : 11 – 13) فكان هذا الاتهام مبرراً لإثارة اقسى أنواع الاضطهادات في تاريخ الكنيسة فقد دهنت أجساد الكثيرين من المسيحين بالزيت وأشعلت فيهم النار ليلاً لكي يقوموا مقام المصابيح في الحدائق الملكية .

وفي الإضطهاد العاشر (في أواخر حكم ديوكلسيانوس) وقع أعنف اضطهاد على المسيحين من الأباطرة الوثنيين فكان المسيحيون يطرحون في السجون العميقة ويلقون أمام السباع في الملاعب ويحرقون بالنار الخفيفة ويماتون بطرق أخرى كثيرة وشديدة القسوة.

وأبدى هؤلاء الشهداء كل التقوى والثبات في تحمل الآلام وهذه الآلام جاءت بالكثيرين إلى دائرة الإيمان. وكان المسيحيون في جميع الاضطهادات يلجأون إلى المغارات والسراديب التي تقع تحت مدينة روما وكانوا هناك يدفنون موتاهم ويرسمون على حوائط القبور رموز رجائهم، واثارهم موجوده إلى الآن.

By Anonymous Author

No comments:

Post a Comment