يا امرأة هذا ابنك! هذه أمك
بقلم مادلين فرنسيس
هي وصية غالية قبل موته على الصليب: يا امرأة هذا ابنك! هذه أمك" لتصبح مريم أما̎ لكل البشر- و كل البشر أبناء مريم.
كان قرارا ̎ صعبا بمستوى خوفه علينا - و كانت استجابتك مريم بمستوى حبك للبشر، و نسيت في تلك اللحظة جلاديه و قاتليه، و بكيت الجميع، بكيت عذابه و موته، و بكيت جهل البشر و حقدهم الأعمى فقتلوا مخلصهم. بكيت الضحية و الجلاد لأنك أم الجميع!
و تتكرر هذه الوقائع كل يوم. تتجدد أخطاِؤنا، فيتجدد عذابه، و أنت تلتزمين عهد الحب: أنتم أبنائي.
كيف لنا أن نفهم حبك و كيف لنا أن نسبر عمق أمومتك؟
أما آن للأبناء أن يتمثلوا أمهم؟
أين حنانك من قساوة قلوب البشر؟
أين و فاؤك من تقلبات آرائهم وفق مصالحهم؟
أين تضحيتك، لا يثنيها ألم و لا تقيدها حدود من أنانيتهم تسجن اهتمامهم داخل ذواتهم.
و في عودة الى الذات، في وقفة حنان بين يديك، نعترف بذنوبنا و نرى الحقيقة، كيف نتخطى أحزانك و نمعن في أنانيتنا، و نتجاهل وعودنا المتكررة لك بالصفح و الحب و الغفران.
نرجوك يا مريم، أعطنا أن نكون أبناءك حقا نحب، و نتحمل و نضحي دون تذمر.
أنت أمنا أنت هويتنا، تتعدد أسماؤنا و عائلاتنا، تختلف آراؤنا و الحكم أنت.
نحن أبناؤك فلا نخاف، بفعل الأمومة نسرع اليك و لو مذنبين بفعل الحب نجثو بين يديك واثقين.
تحاصرنا الأزمات و المشاكل، تستبد بالأرض الأنانية و الأطماع، و ينتشر الفساد في المجتمعات، أنت شفيعتنا و ملاذنا، أطلبي لنا يا مريم.
أطلبي لنا من يسوع الحب و التعاون و السلام في عائلاتنا و في وطننا.
أطلبي لنا يا مريم النعم من يسوع فيستجيب بهمسة منك. امتلأت الخوابي خمرا ̎ في عرس قانا، فما عساه يفعل لو رأى دمعة تجول في عينيك؟
وعدا ̎ يا مريم سنعمل جاهدين لنستحق أمومتك
وعدا ̎ يا مريم أن يكون رضاك همنا، و كنيستك ملجأنا، و حبك شعارنا، و مهما قست ظروف الحياة، ما همنا نحن أبناؤك، و أنت رفيقة دربنا في الجهاد و العذاب، و في الألم و الموت و في مجد القيامة.
No comments:
Post a Comment