من وحي الروح القدس
عن الأيام الأخيرة كما ترد في الكتاب المقدس
تتردد
في الكتاب المقدس عبارة "الروح يقول" وهنا نتوقف لنتأمل فيما يوحى لنا
من ذلك. ما معنى أن الروح يتكلم؟ اذا كان الروح القدس يتكلم فذلك يعني أن الروح
شخصية وأقنوم وليس مجرد طاقة أو قوة كما يعلّم بعض المضللين. وأن كان الروح القدس
يتكلم فمعنى ذلك أن الله يتكلم. وعندما يتكلم الله فمن الضروري أن نفتح أذاننا
وقلوبنا لئلا نؤخذ على حين غره.
يقول
أشعيا النبي في فاتحة نبوأته: "إسمعي أيتها السموات وأصغي أيتها الأرض لأن
الرب يتكلم" (أش 1 : 2). وان قوله "ولكن الروح يقول صريحاً" معناه
أن الروح يتكلم بوضوح. ولماذا يتكلم بوضوح؟ لأنه يريدنا أن نعي ما يقوله لكي نستعد
قبل فوات الفرصة.
ولكن
عما يتكلم الروح؟ إن روح الله يتكلم عن المستقبل. فالروح القدس هو الله وإلا كيف
يعرف المستقبل؟ وان كان روح الله ينبئنا بالمستقبلات فلا حاجه بنا إلى السحرة
والعرافين وقارئي الكف والفنجان لكي يطلعونا على الآتيات، فالعرافة والسحر
واستحضار الأرواح والتنجيم وسواها إنما هي من روح غير روح الله. إنها من إبليس والأرواح
الشريرة، وكل من يستعملها أو يلجأ إليها لا يعرف الله إلا بالكلام واللسان .
يتكلم
الروح القدس في مواضيع اخرى من كلمة الله عن أمور هامة جدا.ً إنه يتكلم عن أزمنة
أخيرة وعسيرة وشريرة، ولكن الروح يقول صريحا أنه في الأزمنة الأخيرة، يرتد قوم عن
الايمان. فما هو المقصود بالأزمنة الأخيرة؟ وجواب السؤال ممكن اكتشافه بمقارنه آيات
الكتاب المقدس التي تتحدث عن نفس الموضوع. بولس الرسول في (2 ثيمو 3 : 2) يورد
عبارة "الأزمنة الآخيرة" وفي رسالته الثانية إلى تيموثاوس يستعمل عبارة "الأيام
الأخيرة" وهي نفس العبارة التي يستعملها كاتب الرسالة إلى العبرانين "الله
بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا نحن في هذه الأيام الأخيرة بابنه." والرسول بولس
استخدم في الإصحاح الأول من رسالته عبارة "الزمان الأخير" متحدثاً عن
رجوع الرب يسوع ثانية إلى العالم. وفي موعظته الشهيرة في يوم حلول الروح القدس على
التلاميذ اقتبس قول يوئيل النبي على النحو التالي : "يقول الله ويكون في
الأيام الأخيرة إني أسكب من روحي على كل بشر" (اع 2 : 16). وقصد الأيام
الأخيرة التي كان احدها يوم حلول الروح القدس على التلاميذ.
ويقول
الرسول بطرس (2 بط 3 : 3) أنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون في حين يقول يهوذا
أنه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون
(يه 18). أما الرسول يوحنا فيتحدث عن الساعة الأخيرة والانبياء الذين سبقوا
المسيح استخدموا اقوالاً مماثله للإشارة إلى الفقرة نفسها من التاريخ البشري.
أشعياء
استعمل عبارة آخر الأيام (أش 2 : 2) ميخا النبي (4 : 1) حزقيال استخدم عبارة
السنين الأخيرة (38 : 8) وأيضاً الأيام الأخيرة (حز 38 : 16) ودانيال استخدم وقت
النهاية (11 : 35 ، 40) نهاية الأيام (1 : 18).
إن
الأزمنة الاخيرة هي تلك الفترة من التاريخ التي تقع بين المجيء الأول ليسوع المسيح
ومجيئه الثاني، أي المرحلة الممتدة بين المهد والمجد أو بين الفداء والقضاء. إن
الأيام الأخيرة هي أيام لها آخر ولها نهاية. بهذا المعنى يتكلم بطرس الرسول
قائلاً: إنما نهاية كل شيء قد اقتربت (1 بط 4 : 7). يقول "كل شيء" أي كل
شيء أرضي دنيوي مادي بما في ذلك العوالم المحيطة بالأرض. ومعنى هذا أن العالم له
نهاية والتاريخ له نهاية ويوم الشر له نهاية، لأن هيئة هذا العالم ستزول والرب
يسوع قال ان "السماء والأرض تزولان" (متى 24).
والعهد
الجديد يؤكد هذه الحقيقة في سفر الرؤيا حيث نقرأ عن الضربات التي ستحل بالأرض مع ما
يحيط بها. وبنفس السفر نقرأ أن الله يقول "ها أنا اصنع كل شيء جديد" (رؤ
21 : 5) . فالخليقة الآن تئن وتتمخض منتظرة ساعة الفرج وسبب الأنين والمخاض هو
اللعنة التي حلت بالأرض والخليقة جراء خطيئة الإنسان. وفي سفر الرؤيا الإصحاح
العاشر "لا يكون زمان بعد"، أي أن الزمان على وشك الإنتهاء وبانتهاء
الزمن تبدأ الأبدية.
وهنا أنا أسألك اليوم أين ستكون أبديتك؟
أذكر أيها
الإنسان أن العمر قصير مهما طال وان فرصة التوبة والخلاص محدودة وان روح الله لا
يدين الإنسان إلى الأبد وان الرب لن يبطئ في قدومه وان الدينونة قريبة ورهيبة وان
جهنم حقيقية حتى لو سخرت منها.
هل أنت
مستعد لذلك اليوم؟ لتلك الساعة؟.
هل تبت
عن خطاياك وآمنت بقلبك بالرب يسوع؟
هل
اختبرت الولادة الجديدة بعمل الروح القدس ودم يسوع؟.
هل
ستكون بين المؤمنين الحقيقين الذين سيخطفون من الأرض لملاقاة الرب ؟.
لا
ننسى أن الاستعداد للمجيء الثاني يتوقف كلياً على الإيمان بعمل المجيء الأول. فكل
ما عليك أن تعمله هو أن تعزم بكل قلبك على التوبة عن خطاياك وتضع ثقتك بعمل المسيح
لأنه مات نيابة عنك. وأن تعزم أن تعيش حياة القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب.
ولكن
الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحاً
مضلة وتعاليم شياطين (1 تيمو 4 : 1).
By Anonymous Author
No comments:
Post a Comment