الفراغ الروحي والنفسي،
كيف نملؤه
في
إحدى الليالي جاء رجل إلى الرب يسوع وكان مثقلا بمتاعب نفسية شديدة وسأله كيف
يمكنه أن يقيم علاقة شخصية مع الله؟ فأجابه يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحداً
لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله. فتحير الرجل، وكان اسمه نيقوديموس، من
كلام المسيح وسأله كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ؟ العله يقدر أن يدخل بطن أمه
ثانيه ويولد؟ أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحداً لا يولد من الماء والروح
لا يقدر أن يدخل ملكوت الله (يو 3 : 1 – 13). ويشير سياق هذا الكلام بوضوح أن نيقوديموس كان
في حاجة إلى معونة روحية ودعم معنوي.
فمثلما
يولد الانسان جسدياً ليدخل هذا العالم فانه لا بد أن يولد روحياً لكي يتمم ما عليه
ليستعد للدخول للعالم الآتي. أن هذه القوة التي تصنع الولادة الروحية تتكون في
الإنسان عندما يقبل يسوع المسيح رباً ومخلصاً، وتمده بالقوة الخارجية التي يحتاجها
ليواجه أعباء مشاكله.
وعلى
عكس ما يعتقد البعض فإن الرب يسوع لا يولد بطريقة اتوماتيكية في داخل الإنسان وإلا
فما كانت هناك حاجة إلى هذا الميلاد الروحي، الرب يسوع خارج طبيعة الإنسان الروحية
لأن الإنسان يولد خالياً من وجود الله في حياته وعن طريق الروح القدس وتعليم
الإنجيل، يقرع الرب على باب الوعي الروحي قائلاً إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل
واتعشى معه وهو معي (رؤ 3 : 20). ويدل وعد المسيح هذا على ان الأنسان الذي يدرك أن
حياته خاليه من وجود الله وإنه متمرد على إراده الله يستطيع أن يدعوا المسيح إلى
حياته. والرب يسوع لا يدخل إلى حياة أي شخص بالقوة ولكنه يدخل فقط عندما يدعوه هذا
الشخص.
وعندئذ
يحيا الإنسان روحياً وهذا يعطيه وعياً بوجود الله في حياته ويعطيه القوة لكي يتغلب
على كل مشاكل الحياة ويحيا بقيادة الروح القدس التي بها يعرف كيف يتعامل مع العقل
البشري.
الرب
يسوع المسيح في الموعظة على الجبل يوضح كيف هي الطريق إلى الأبدية، "الطريق
الواسع المؤدي إلى الهلاك والطريق الضيق المؤدي إلى الحياة." ونظراً لتزايد عدد
التعساء من الناس في يومنا هذا أصبح من الواضح إن غالبية الناس يسيرون في الطريق
الواسع المؤدي للهلاك، ليس فقط الهلاك الأبدي ولكن الهلاك النفسي والجسدي والعقلي
أي هلاك الذات، وهذا هلاك مضاعف.
فالإنسان
الذي يحيا حياة خاليه من الله يحصد القرارات التي اتخذتها الذات وليس الله. عندما
يصل الإنسان سن المسؤولية ويصبح مدركاً للصواب والخطأ فإنه يتقدم للسير في الطريق
الواسع المؤدي إلى الهلاك. وإذا توصل من خلال متاعبه العقلية والنفسية والجسدية
إلى أن يدرك خلو حياته روحياً من الله فإنه قد يطلب العون الإلهي، وعند هذه النقطة
من حياته يستطيع أن يقبل المسيح سيداً ومخلصاً شخصياً له. لأنه بالأيمان قد عرف
حقيقة أن الرب يسوع المسيح قد جاء إلى العالم ليموت على الصليب من أجل خطاياه.
إن
أعظم تعبير عن الحب عرفه العالم وسيظل يعرفه هو صليب يسوع المسيح، فعلى هذا الصليب
مات إبن الله من أجل خطايا العالم كله. المسيح هو الله الظاهر في الجسد وقد ظل بلا
خطيئة طيلة حياته على الأرض التي استمرت قرابة 33 عاماً. وقد حمل المسيح خطايا
العالم كله، ومات لكي يتم به خلاص البشر. ولهذا قال الرب يسوع "أنا هو الطريق
والحق والحياة ليس أحداً ياتي إلى الآب إلا بي" (يو 14 : 6). وبعد موت الرب
يسوع أصبح صليبه جسرا لكي يتمن أولئك الذين يحيون في الطريق الواسع المؤدي الى الهلاك
أن عيبروا من خلاله للحياة الرائعة مع المسيح.
No comments:
Post a Comment