كيف يكون الزواج مقدسا؟
"ليش البشر نازلين ودرب الرب
طلوع؟" ( القديس شربل).
مرة
أخرى نتأمل بهذه الحكمة العظيمة من أقوال القديس شربل ونقارنها بأنفسنا وكأن
القديس العظيم ابن لبنان البار يسألنا: هل
أنت مسيحي حقا؟ هل تستحق الجنسية المسيحية التي منحت لك بالعماد؟ أم أنك تصنع
لنفسك ثقافة حسب أهوائك ورغباتك واحتياجاتك وشهواتك وأنانيتك وتدعي بأنك مسيحي؟
هاك
تأمل بسيط في الارتباط الزوجي بحسب تعاليم المسيح, وليس ثمة من يرغمك على الاقتداء
بها. أنه فقط خيارك لأن تكون ابنا بارا ومباركا بالرب أو أن تكون أبن العالم. أنه
ليس فقط تأمل بل صلاة وعهد لا تقطعه مع أحد بل مع نفسك قبل كل شيء. لتكن
صلاتك: ربي ، أنا لا أدعي الكمال وأعترف بأن خطيئتي عظيمة جدا ولا أستحق أن تدخل الى
بيتي.
أحبائي
، أنني فقط أنقل لكم الرسالة وليبارككم الرب القدوس القادر على كل شيء.
أمه أمي وأبوه أبي وهكذا....
هل زواجي في الرب هوعهد زواج بيني وبين زوجتي؟
هل هو عهد زواج كنسي روحي مقدس وليس عقداً مدنياً؟ ما معنى أن نكرس زواجنا للرب؟
لأنه على شبه علاقة المسيح بالكنيسة والرب يبارك ويقدس زواجنا لأنه هو الذي جمعنا،
وما جمعه الله لا يفرقه انسان (متى 19) كما
أن زواجي يخضع لشريعة الجسد الواحد لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتزم بامرأته
ويكونان جسداً واحداً (تك 2) والرب يسوع دعم هذه الحقيقة. بالزواج لم نعد بعد
اثنين بل واحد وأن هذه الوحده فيها الزوج هو الرأس والزوجة الجسد (أف 5) لذلك كمل
بولس الرسول المعنى بقوله من يحب امرأته يحب نفسه فانه لم يبغض احداً نفسه قط وآدم
قال هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي وهذا الاعتراف يطرد القسوة والشدة والبغض
في التعامل ويجلب اللطف والحب وان الرب نفسه الذي أمر المرأة ان تطيع زوجها هو
نفسه الذي أمر الرجل ان يحب امرأته كما أحب المسيح الكنيسة (أف 5).
هل أنا
متحدة بزوجي كاتحاد الرب بالكنيسة وهذا الاتحاد يعني ان امه أمي وأبوه أبي وهكذا؟ ان
الله هو الطرف الثالث باتحادنا يعني ان اولادي هم أيضاً اولاد الله بسبب هذا
الاتحاد الروحي والخيط المثلث، لا ينقطع لأن الله بروحه القدوس وحدنا.
هل
زواجي ينمو في كل يوم ويتقدم نحو الله ؟ ان
زواجي ليس علاقة عاطفية ولا اجتماعية ولا لتكوين حياة خاصة وانما هو مسؤوليه روحية
واجتماعية وبيتي مكرس واولادي مكرسين للرب وأبناء صالحين لله والمجتمع والكنيسة
والبيت وان امانه جيل توضع بين ايدينا.
هل نحن
نخضع زواجنا في كل يوم للروح القدس؟ هل نمشي حسب الوصايا ونعلن سلطان الكلمة
المقدسه على زواجنا؟ إن الزواج المقدس ممسوح بروح الله.
نحن
نتوب عن كل خطايا الأباء والاجداد التي لها القدرة ان تأتي باللعنة على الزواج،
اللعنة التي لها القدرة ان تمشي عبر الاجيال لتقسم الزواج. البركة تسري في زواج عفيف
طاهر لأن حب الزوجين هو كما يحب المسيح الكنيسة (أف 5).
هل نحن
نحافظ على مضجع غير نجس، ومقدس (عب 12)؟ وهل امورنا الماليه التي نسدد بها
الاحتياجات طاهرة ونقية والرب له نصيب فيها واولادنا من هذا الاتحاد مباركين
مقدسين وضمن العهد المقدس، وبيوتنا مكرسه للرب وللرب أيضاً نصيب فيها وأعمالنا
مباركة وسوية دون غش أو رياء؟
هل
الزوجان معا يحسنان تدبير المنزل ومستوعبان لعبء النواحي الماليه ومغطيان كل
الجوانب الاقتصادية وقادران بمعونة الله، ان يواجها كل اعباء الحياة واحداثها
ومسؤوليتها ومفاجأتها، هل يساهم الزوجان معا في تربية الأولاد ويكلماهم ويجلسا معهم (تث 6) ويهتما بتربيتهما
المسيحية وذهابهما الى القداس الألهي أيام الآحاد ووالأعياد؟
هل نحن
نرفض كل أمور غير مقدسة ولها تأثير على زواجنا (اتحادنا) (علاقات سابقه، ذكريات
قديمة) تعطي فرصة للعدو ان يجلب الماضي الى حياتنا؟ هل نتوب عن كل العلاقات
القديمة والتحديات وكل ما حصل قبل الزواج؟ هل نرفض الزنى ودخول طرف ثالث يفرق
اتحادنا باسم يسوع؟ الشجار والنزاع وعدم التفاهم والخلافات والشك؟ هل نحاول
الابتعاد عن المخاصمات والمقاطعات وعن أي أمر، مهما كان، يؤثر على اتحادنا ويمنع تقدمه
الى الأمام؟ إن أي
أمر في الماضي صار ماضياً اليوم كل شيء خليقة جديدة بالمسيح لا يُسمى بيننا أي أمر
سيء، رديء، نجس،..... (اف 3).
فهم النفسيتة
والطباع والعقلية والتعامل بحكمة الله، وبالتالي فهم طباع ونفسية الأولاد وأن لا
نسمح بأن يكون اولادنا ضحية لنفسيتنا. بالحكمة
أبني بيتي وبالفهم يثبت ومخافة الرب في قلب زوجي يكون ملجأ لبنيه (أم 14).
هل
زواج اولادي يتم في وقت الرب وليس في حالة نضوجهم الجنسي فقط ولكن في النضوج الإيماني
والفكري والعاطفي والاجتماعي؟ هذا النضوج يساعدهم في الاختيار لتكوين حياة هادئة
سليمه مستقرة بعيده عن المشاكل والتصرفات الطائشة اللامسؤوله والخلافات الزوجية. وليكن
زواجهم ضمن المذهب والعقيدة ليكون بيتهم هادىء ومتزن ويحتفلوا في كل المناسبات
الكنيسة، صلوات، أصوام، وأعياد دينيه.
الزواج
المدني لا يسد أبدا عن الزواج الكنسي لانه يهتم فقط بالأمور الدنيوية، وهي زائلة. أما الزواج الروحي فهو زواج يجمعه
الله، ويكون زواج اولادنا في حياتنا سبب فرح وبهجة وامتداد لعائلتنا وليس سبب
مرارة وتعاسة لنا.
الله
اعطانا الاولاد لكي يكونوا اولاداً له وفي بيتي يوجد فرق بين الاقتصاد والبخل ،
بين الحياة الكريمة وبين الترف والاسراف ويوجد فرق بين الاقتصاد وكنز المال وما
دام الله هو طرف ثالث اذاً له نصيب من كل شيء ويوجد فرق بين الضروريات والكماليات
وبين الاحتياجات والرغبات والشهوات.
اننا
في اليوم الآخير سنقف أمام كرسي المسيح أنا وزوجتي واولادي ونقول : ها نحن والاولاد
الذي اعطانيهم الرب (أش 8) (عب 12).
By Anonymous Author
No comments:
Post a Comment